واسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون

القتل العشوائي من خلال التفجيرات التي تروع الآمنين والعقاب المناسب لمرتكب تلك الجريمة ومخاطبة الله للنبي عليه الصلاة والسلام بقوله يا أيها الرسول. وإيذاء الزوجة من قبل زوجها دون سبب واضح.
كانت هذه موضوعات أسئلة القراء التي أجاب عنها العلماء.
يسأل القاريء عبدالقادر السيد حسن من أسيوط. قائلا: ما حكم الدين فيمن يقوم بعمليات إجرامية لترويع الآمنين وقتلهم؟
يجيب عن هذا السؤال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر يقول: إن نعمة الأمان والسلام من أجل النعم وأعظمها وما حافظ عليها قوم إلا وعمهم الخير والبر والرخاء والاستقرار. فالسلام من الإسلام والأمان من الايمان والاعتداء علي الآمنين بالقتل أو الترويع محاربة لله تعالي لأن الفاعل يقضي علي السلام والأمن في الكون ويزرع الخوف ويزهق الروح التي هي ملك لله تعالي. ولا يحق لأحد أن يزهقها بغير حق من الحقوق التي شرعها الله عز وجل. فالله تعالي حين خلق عباده منحهم نعمة الأمن والأمان ليستطيعوا تطبيق منهج الله ويحققوا الخلافة المنوطة بهم فيها فان الأمن والأمان حق الانسان لا يجوز الاعتداء عليه. ولقد توعد القرآن الكريم من يقتل غيره عامدا بسوء المصير فقال: "ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما" أي ومن يقتل مؤمنا متعمدا مثله فجزاؤه الذي يستحقه بسبب هذه الجناية الكبيرة جهنم خالدا فيها مدة لا يعلم مقدارها إلا الله وغضب الله عليه بسبب ما ارتكبه من منكر. ولعنه وطرده من رحمته. وأعد له بعد هذه العقوبات كلها عذابا عظيما يوم القيامة.
ولقد ساق صاحب الترغيب والترهيب ستة وعشرين حديثا نبويا في الترهيب من قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق منها ما رواه البيهقي في سننه عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "لزوال الدنيا جميعا. أهون علي الله من دم سفك بغير حق" فالاعتداء علي الناس دون وجه حق فهو الظلم البين. فعلي الأمم والشعوب أن تراجع نفسها قبل أن يتحول العالم إلي ساحة من الإرهاب والعنف لا يعرف الانسان فيها عدوه من صديقه.
والله أعلم
خصوصية الرسول
يسأل القاريء حسين محمود إبراهيم من الزقازيق. شرقية. قائلا: خاطب الله تعالي نبيه محمداً صلي الله عليه وسلم بلفظ "يا أيها النبي. ويا أيها الرسول" فما الحكمة من ذلك؟
يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور عزت عطية الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر يقول: القرآن الكريم كله خطاب للرسول صلي الله عليه وسلم. وان توجه الخطاب إلي غيره من الخلق كقوله تعالي: "يا أيها الناس اتقوا ربكم" وقوله: "يا أيها الذين آمنوا" وأما خطاب الأشخاص فيكون أحيانا بالاسم. وأحيانا باللقب الذي يدل علي الخصوصية التي اختص الله تعالي بها عبده الذي يخاطبه. وقد نادي الله الرسل والأنبياء بالاسم الخاص يا إبراهيم أو يا نوح أو يا عيسي. وحينما خاطب الله تعالي رسوله محمد صلي الله عليه وسلم خاطبه بلفظ يا أيها النبي وبلفظ يا أيها الرسول وذلك يدل علي نوع من العناية الخاصة والتفضيل لكي يعطيه الناس ما يستحق من التبجيل والاحترام قال تعالي: "لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه" وقال: "ولا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا" أي قولوا يا رسول الله. ويا نبي الله ولا تقولوا يا محمد والأمر بهذا التبجيل والتكريم والتوقير لبيان ان الأدب مع النبي صلي الله عليه وسلم امتثال للتوجيه الالهي فإذا كان الله تعالي يخاطب نبيه بألفاظ التوقير والتفضيل مع انه عبده وأتقي الناس له وأكثرهم خشية ورعاية لجنابه الأعلي. فإن المؤمن الذي اكتسب الايمان باتباع الرسول ووصل إلي الله عن طريقه ينبغي أن يمتليء قلبه بحبه وتقديره وتقديمه علي النفس والأهل والمال وحتي الكافر ينبغي أن يعترف بمقامه وألا يحمله مسئولية عناده وايذائه لنفسه فقد قدم له كل الخير وحرص أبلغ الحرص علي هدايته. ولا يجوز للانسان المريض أن يحمل الطبيب مسئولية المرض الذي أصابه بل عليه أن يعترف بمرضه ويطلب من الطبيب العلاج.
والله أعلم
إيذاء الزوجة
تسأل القارئة ش. م. ع من الاسكندرية قائلة: زوجي يثور لأتفه الأسباب ولا يمر يوم دون أن يسبني ويضربني أمام أطفالنا. مما جعلني أكره الحياة معه. فما حكم الدين؟
يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور منصور نصر قموح أستاذ الفقه بجامعة الأزهر يقول: لقد كرم الاسلام المرأة وجعل لها حقوقا وواجبات والمتدبر للقرآن الكريم يجد أنه أقام الحياة الزوجية علي دعائم راسخة من السكون والمودة والرحمة.
قال الله تعالي: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون".
كما عبر القرآن الكريم عن نوع العلاقة بين الزوجين بقوله سبحانه: "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن".
وحاجة المرأة والرجل إلي الآخر حاجة فطرية فقد خلقهما الله تعالي بحيث لا يستغني أحدهما عن الآخر والمرأة ليست خصما للرجل ولا منافسا له وكذلك الرجل بالنسبة للمرأة. بل كل منهما مكمل للآخر لا تتم حياته إلا به.
وبناء علي هذا لا يقبل الاسلام أن تقوم الحياة الزوجية علي اهانة المرأة بأي حال من الأحوال كما لا يجوز ضرب المرأة بحال إلا في حالة أوجبتها الضرورة وهي حالة النشوز والتمرد علي الرجل.
قال الله تعالي: "واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا".
ورغم هذه الرخصة للضرورة فان رسول الله صلي عليه وسلم قال: "ولن يضرب خياركم". فخيار الناس لا يضربون نساءهم بل يعاملوهن باللطف والرقة وحسن الخلق.
قال رسول الله: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي".
وضرب الزوجة أو سبها أمام أطفالها أمر لا يليق بالزوج المسلم ويعلم أنه راع ومسئول عن رعيته وهو خطأ ديني وخلقي وتربوي لا ينتج عنه إلا الضرر علي الفرد والأسرة والمجتمع. فالذين يضربون نساءهم هم الأشرار.
والله أعلم