يعد الثعلب السويدى سفن جوران أريكسون، أحد أبرز المدربين فى تاريخ كرة القدم، خصوصاً بعد أن أصبح أول مدرب أجنبى يتولى تدريب المنتخب الإنجليزى، على الرغم من عدم نجاحه فى تحقيق أى بطولات كبرى حتى الآن، وبعد إقالته من المنتخب الإنجليزى، إثر الفشل فى كأس العالم وفضيحته مع سكرتيرة الاتحاد الإنجليزى، واتهامه للاتحاد بالتلاعب فى نتائج مباريات الدورى.
تولى تدريب مانشستر سيتى قبل أن تتم إقالته أيضاً ليتولى تدريب المنتخب المكسيكى، وبات الآن مهدداً بالإقالة فى حال فشله فى قيادته إلى نهائيات مونديال ٢٠١٠ فى جنوب أفريقيا.
مجلة «وورلد سوكر» الإنجليزية أجرت هذا الحوار معه فماذا قال؟
* كيف بدأت علاقتك بكرة القدم الإنجليزية؟
- علاقتى بالكرة بدأت منذ ثلاثين عاماً، عندما كنت أتولى تدريب فريق جوتنبرج السويدى، وتلقينا دعوة للعب مع ليفربول، وأحببت الكرة الإنجليزية بعاداتها منذ هذا التاريخ، خصوصاً عندما اجتمعت مع مدرب ليفربول وقتها وأخبرنى أننا يمكننا الحديث عن أى شىء باستثناء المباراة الودية التى خضناها.
* وما الفارق بين الاحتكاك مع الكرة الإنجليزية وعملك كمدير فنى للمنتخب الإنجليزى؟
- الفارق كبير، وأتذكر أننى قرأت كتاباً اسمه «المدربون الإنجليز والوظيفة الصعبة»، وكان يدور حول جميع المدربين الذين تولوا تدريب المنتخب الإنجليزى، ولاحظت أن الجميع كان خائفاً من هذه المهمة.
* وماذا عن أصعب لحظات حياتك مع منتخب إنجلترا؟
- عندما بدأت الشائعات تنتشر حول فضيحة «الشيخ المزيف» عن طريق صحيفة «نيوز أوف ذا وورلد» الإنجليزية واتهامى بتوجيه التهم للاتحاد الإنجليزى والتلاعب الذى يحدث فى الدورى ونيتى الرحيل عن تدريب المنتخب.
* وكيف تصف هذه الحادثة؟
- أعتقد أنها القشة التى قصمت ظهر البعير فى علاقتى بالاتحاد الإنجليزى من وجهة نظر مسؤولى الاتحاد، على الرغم من ندمى على ما حدث، ولكن نصف ما نشر فى الصحف كان أكاذيب بخصوص قضية التلاعب بالدورى الإنجليزى، مما دفعنى لأن أطلب من المحامى الخاص بى رفع قضية على هذه الصحيفة مهما كانت التكاليف، خصوصاً أننى كنت متأكداً من الفوز بالقضية، مما دفع الصحيفة للتقدم باعتذار، وقدموا لى الأموال التى طلبتها كتعويض وتكاليف القضية، وطلبوا إجراء حوار معى نظير أن أتنازل عن القضية، ووافقت على عرضهم باستثناء إجراء الحوار، وتبرعت بالأموال، وبخصوص «علاقة الحب» مع «فاريا عالم» سكرتيرة الاتحاد الإنجليزى، فإن الصحف حققت مبيعات كبيرة ونشرت فى كتاب وحققت مبيعات تصل إلى مليون جنيه إسترلينى.
* وهل تخطط لإصدار كتاب عن حياتك لمنافسة الكتب التى نشرت حول تلك الواقعة؟
- لقد عُرض علىّ إصدار كتاب عن حياتى والحصول على أموال كثيرة ولكننى رفضت.
* وكيف تعاملت مع الهجوم الصحفى عليك وتواجد عشرات المصورين أمام منزلك؟
- لم أهتم بهم وكنت أركب سيارتى وأغادر دون الالتفات إليهم.
* وكيف تعاملت مع الموقف أمام لاعبى المنتخب الإنجليزى بعد تفجير القضية؟
- قضية علاقتى النسائية تفجرت أثناء تجمع المنتخب، وتقدمت للاعبين باعتذار عن تشتيت انتباههم بسبب حياتى الخاصة، وتقبلوا الأمر ببساطة.
* وكيف مرت عليك الفترة بين إقالتك من تدريب المنتخب الإنجليزى وتولى مهمة مانشستر سيتى؟
- بكل أمانة كانت أسوأ فترة فى حياتى منذ أن بدأت التدريب عام ١٩٧٦، خصوصاً أننى لم أكن قد تعرضت للإقالة من قبل ولم أقض فترة دون عمل.
* إذن يمكن اعتبار توليك مهمة مانشستر سيتى بمثابة عودتك للحياة؟
- نعم لأن جلوسى عاطلاً عن العمل كان بمثابة تدمير لحياتى.
* وماذا كان شعورك وأنت تتولى قيادة فريق إنجليزى لأول مرة فى حياتك وعمرك ٥٩ عاماً؟
- الأمور سارت بسرعة سواء فى تولى قيادة الفريق أو الرحيل عنه، ولكنها كانت مغامرة جيدة بالنسبة لى فى مانشستر للمنافسة مع أفضل الفرق، خصوصاً فى الدور الأول ودخلنا بين الأربعة الكبار، ولكن الفريق لم يستطع مواصلة المشوار فى الدور الثانى، خصوصاً مع وجود لاعبين يشاركون للمرة الأولى فى الدورى الإنجليزى، مما جعل الفريق ينهار.
* معنى ذلك أنك كنت ترغب فى الاستمرار مع مانشستر؟
- لم أكن أتمنى أن تتم إقالتى، ولكن التايلاندى تاكسين شينواترا كان يرغب فى التعاقد مع مدرب آخر، والحياة لم تتوقف عند ذلك وسارت بشكل جيد، وأنا سعيد حالياً بتدريب المنتخب المكسيكى، على الرغم من قضائى أوقات جيدة مع مانشستر سيتى.
* وكيف كنت تتحدث فى أمور الفريق مع مالك النادى؟
- كانت الأمور تسير بشكل جيد على الرغم من أنه لا يعرف شيئاً عن كرة القدم، وكان يعتقد أن إدارتها أمر سهل، ولكنه عانى من مشاكل شخصية واضطر للعودة إلى تايلاند.
* وهل كانت العلاقة متوترة بينكما؟
- بالعكس أتذكر أنه أخبرنى بعد الإقالة أنه يحبنى وأثق أنه كان يتحدث من قلبه.
* من المعروف أنك صديق لرومان إبراموفيتش، فهل هو يفهم فى كرة القدم؟
- بالتأكيد بدليل أنه استثمر أمواله فى تشيلسى وقاده إلى قمة الدورى وحصل على اللقب موسمين متتاليين، والأموال تضاعفت.
* من وجهة نظرك، هل هناك خطر على الدورى الإنجليزى بسبب الملاك الجدد للأندية والأموال الكثيرة التى يعتمدون عليها فى إدارة اللعبة؟
- لا أعتقد ذلك لأن هذا الحديث يدور منذ ٢٥ عاماً من قبل والطبيعى أنه مع تقدم الوقت تزداد القيمة المادية.
* هل صحيح أنك كنت تحصل على ٤ ملايين إسترلينى عندما كنت مدرباً للمنتنخب الإنجليزى؟ وكم هو راتبك حالياً فى المكسيك؟
- لم يصل راتبى إلى هذه الدرجة، فهو أقل من ذلك، ولكن ليس بكثير، وبالطبع أحصل على مبلغ أقل فى المكسيك ولكن أحب أن أحتفظ به لنفسى.
* أنت تعتبر نموذجاً للمدرب المحترف، ألم تتأثر أسرتك بغيابك الدائم بسبب كرة القدم؟
- بالطبع تأثرت لابتعادى عنهم لفترات طويلة، بدليل أن زوجتى السابقة طلبت الطلاق بسبب غيابى الدائم، فالزواج من مدرب كرة قدم ليس بالأمر السهل.
* لماذا لجأت إلى النرويجى ويلى راليو إخصائى الطب النفسى؟
- لأننى كنت أحتاج إلى النوم، وبالفعل أستطيع حالياً النوم فى أقل من ٢٥ ثانية، باستثناء الأيام التى يكون لدى فريقى مباريات فيها، لأن نسبة الأدرينالين تكون عالية فى جسمى.
* وما أهمية الطبيب النفسى بالنسبة لك شخصياً وللفرق التى تتولى تدريبها؟
- أتعامل مع ويلى منذ أن بدأت مشوارى مع التدريب فى فريق ديجيرفورس وأحضرته معى لفريق جوتنبرج، وحرصت على وجوده معى فى لاتسيو.
* وكيف استخدمت الطبيب النفسى مع المنتخب الإنجليزى فى كأس العالم ٢٠٠٦، وتحديداً فى التعامل مع ركلات الترجيح؟
- لم أعتمد على طبيب نفسى مع المتنخب الإنجليزى أساساً، على الرغم من أن الطبيب النفسى يساعد على التركيز فى كرة القدم فقط، وفى ركلات الترجيح يعلم اللاعبين الهدوء والتركيز حتى لا يتأثروا بهتافات الجماهير والضغوط المتعلقة بمتابعة الملايين لهم عبر شاشات التليفزيون لأن هذا التفكير ينتاب اللاعب فى الفترة التى يتحرك فيها لتنفيذ ضربة الترجيح من منتصف الملعب وحتى يصل للكرة، وبالفعل ندمت على عدم الاعتماد على طبيب نفسى مع إنجلترا.
* إذا ظهر لاعب بمستوى سيئ فى مباراة تحت قيادتك أو أثار مشاكل.. ماذا تقول له؟
- أنفرد به، وأتعامل معه مثلما يفعل أب مع ابنه حينما يخطئ، وأبصره بأخطائه، ولكن فى حال لم يعدل من نفسه فأعرضه للبيع فى حال كنت مدرباً فى ناد، ولم أكن لأستدعيه مرة أخرى فى حال كنت مدرباً لمنتخب.
* هل من الصعب السيطرة على النجوم؟
- لا أعتقد ذلك، فعلى الرغم من كون اللاعب نجماً، ولكن هو أيضاً لاعب كرة قدم يحب التدريب واللعب أمام المتفرجين ويحب الفوز، ولكن هناك كلمة واحدة أساسية لنجاح أى لعبة جماعية وهى «الاحترام» لجميع المشتركين فى منظومة اللعبة.
* هل أنت قادر على قيادة المكسيك لنهائيات كأس العالم ٢٠١٠؟
- هو أمر ضررى بالنسبة لى على المستوى الشخصى وللمكسيك أيضاً بصفة عامة، وإلا فلن يكون أمامهم سوى طردى من منصبى.