الحصــــار محمد عبد الوهاب

سرد أول :

( ســدوم )

هذى ( سدوم )
تطل من خلف القرون
لكى تبوح بجرحها
وتقص نكبة أسرها
والدمع يسطع فى العيون
* * *
فى البدء كانت تحفة للناظرين
وأهلها كانوا على وله بها
أعلوا بها البنيان .. والأركان
وأقاموا الحصون
* * *
مضت القرون
وأطبقت سحب الظلام
هذا مرابى السوق يخفى المال
والبائعون تسابقوا فى الغش
وجوقة الفقراء .. تنشد آخر مقطع
قبل الفناء
فكبار موظفى ( سدوم ) هم الموسرون .. المرتشون .. الدائمون
وهم جباة المدخل العالى .. وأصحاب المعالى .. ومجلس الحكماء!
والوطن المُدَجَّن .. سائر للمقصلة
* * *
سرد ثان :

( إلى متى.. ؟ )

وإلى متى ..
ستظل تخطئ خطوتى ؟
والرفض يصرخ فى العروق
حُلمى يغيب
والحب زهر قد ذبل
والظلم .. ليس يقاربه الملل
لا تنتظر .. أن يحمل الباغى .. رفات قصيدتى
انظر أمامك .. لا تلتفت
فى الظهر نصل جامح ٌ
فاركض بقدر سماحتك
لم تبق من رؤياك أى مشاهد
سُدل الستار
ومُعَذَّبى العرض استعدوا للرحيل
يتجرعون مصيرهم
وقد نسوا كل الحوار !
* * *

سرد ثالث :

( مواكب )

هاهم يقرّغون السبل من المارة
لم يتركوا فى أماكن الانتظار .. سيارة
حتى القطة الضالة
لم تستطع العبور
وقفت الساعات عن جريانها
كذا عساكر الدرك المركزى
وقفوا فى الشمس المُحرقة
حييت واحدا منهم
كان متواريا فى الركن .. بعد أن ملّ الصفوف
أسرة تحاول إدراك موعد طائرة
منعوها من العبور
عربة الإسعاف
بائع الجرائد
بائعة الخبز الطازج
آلاف المارة
السيارات.. الناقلات .. الباسات
حتى العجوز الضرير
صلبوا جميعا .. على منصة
( الموكب الرسمى )

مشكور علي مجهودك الرائع

مشكوررررررررررررررررر