كفانا مكراً وخداعاً يا ( رجب طيب أردوغان )

كفانا مكراً وخداعاً يا ( رجب طيب أردوغان )
( 1 )
ان حزب " العدالة والتنمية " خرج من عباءة الحركة التي يقودها اربكان في تركيا . واردوغان كان من اقرب تلاميذه إليه ، و " عبدالله قول " كان شبه سكرتير له سنوات طويلة فهم خرجوا من عبائتة ولا يسهل الانسلاخ من هذا التاريخ .
وهذه حقائق غائبة عن الذين أعجبوا بـ ( أردوغان )

أردوغان.. .. استشرت العلمانية ... استشرت حتى في دمه وحب السلطة اخذت مأخذها منه
ـــ أردوغان : مبادئ أتاتورك رغم وفاته منذ 65 عاما لا تزال تشكل مرشدا لتركيا !!!!!
مفكرة الإسلام : أكد رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا أن مبادئ مصطفى كمال أتاتورك رغم وفاته منذ 65 عاما لا تزال تشكل مرشدا لتركيا .
وقال أردوغان فى رسالته بمناسبة ذكرى وفاة أتاتورك ان الأمة التركية سوف تواصل السير على الدرب الذى رسمه أتاتورك للوصول الى مستوى الحضارة المتقدمة من خلال العلم والتكنولوجيا والديمقراطية والحرية .
ـــ في ديسمبر / 2004 .. .. .. قام أردوغان بافتتاح ما يسمى بـ ( حديقة الأديان ) في أنطاكيا وهي عبارة عن مجمع ديني يضم دور عبادة للأديان السماوية الثلاث !!! .
ـــ ما فتئ " رجب طيب اردوغان " يؤكد طيلة الســــنوات الماضية ، على ان حزبه : ( العدالة والتنمية ) ، الفائز الكبير في الانتخابات البرلمــــانية التركية ( حزب علماني ديمقراطي محافظ ) وليس حزبا دينيا اسلاميا .
وعندما يهب الاسلاميون العرب للاحتفاء بفوز " العدالة والتنمية " في تركيا فانهم لا يدركون انهم يسيئون بانتخائهم هذا ، الى اردوغان اولا ، حيث يكذبون تصريحه المكرر ، والى انفسهم ثانيا ، حيث يكشفون عدم ممانعتهم في استعمال الازدواجية والكذب والنفاق في الخطاب والممارسة ، اذا كانت ستقودهم الى السلطة .
وعلى افتراض ان لـ " رجب طيب اردوغان " ولحزبه ، خلفية اسلامية خفيفة ، فان كثيرا من متابعيه يشيرون الى ان المرجعية العلمانية للدولة التركية ، قد اثرت في مساره وبرنامجه وخطابه وسياساته ، اكثر بكثير مما اثر هو بخلفيته الاسلامية المفترضة في المؤسسات السياسية التركية
ان فوز اردوغان الانتخابي كان الدافع الرئيسي لدى الاسلاميين العرب الى اعتباره واحدا منهم .. .. ..
أما لو كان انهزم فلن يكون بنظرهم الا مهرطقا عميلا للغرب ، تنكر لشيخه اربكان ، ولم يتردد في تقديم كافة التنازلات المطلوبة تركيا واوروبيا واميركيا ، على حساب الالتزام الاسلامي والرؤية الاسلامية ، من دون ان يجني شيئا غير الخسران المبين ، وذلك جزاء المنافقين .. .. ..
أما وقد فاز فلا ضير من اعتباره اسلاميا ، وليعتذر لاحقا لمؤسس الحركة الاسلامية السياسية التركية وليستغفر الله لخطاياه في قبوله العلمانية والديمقراطية .
في استفتاء أجراه حول فوز اردوغان , حزب العدالة والتنمية المغربي ، وهو حزب الإسلاميين الأول في المغرب ، قال أغلبية المسبور آراؤهم أن انتصار الحزب التركي المحافظ جاء نتيجة قوة برنامجهم الاقتصادي والاجتماعي ، وليس جراء الخلفية الإسلامية للحزب كما هلل بعض الإسلاميين العرب .

والسبب الاساسي في انتزاع " رجب طيب اردوغان " ثقة الدوائر التركية والدولية ، الشعبية والرسمية ، هذه بعض معالمه :
1 ـــ تاكيده على التزامه بطبيعة الدولة العلمانية وبالاسس الكمالية للجمهورية التركية .
2 ـــ نسجه علاقات وثيقة مع الطبقة الراسمالية التركية ، وتبنيه برنامجا اقتصاديا ليبراليا
3 ـــ ابقاؤه على العلاقات مع اسرائيل ، بل والعمل على تنميتها .
4 ـــ حثه الخطى لتحقيق شروط الانتماء التركي للاتحاد الأوروبي , وسعيه إلى تطوير العلاقات التركية الأوروبية حتى وان لم يستجب لطلب العضوية الكامل لتركيا .
5 ـــ حيازته ثقة الولايات المتحدة الاميركية ، ونيله الدعم الاميركي في كثير من القضايا الداخلية والخارجية .
6 ـــ تشجيعه القطاع السياحي ، وعدم نظره الى هذا القطاع باعتباره مفسدة للدين والهوية
7 ـــ تجنبه اثارة القضايا ذات الحساسية ، من قبيل قضية الحجاب ، وقبوله الابقاء على قانون القيافة الذي يمنع المحجبات التركيات من ولوج الجامعات والمؤسسات العمومية .
8 ـــ عدم تدخل حكومته في حريات المواطنين الشخصية ، او نمط حياة بعضهم غير المحافظة ، والابقاء على اجواء التحرر الاجتماعي ذاته ، التي ميزت تركيا باستمرار عن غالبية الدول العربية والاسلامية .
في مقابل هذا البيان الاردوغاني المعلن ، يرسم خطاب التيار الاسلامي في العالم العربي ، معالم بيان اخر ، مختلف تماما , حتى ان الرابط بين حزب العدالة والتنمية التركي وسائر احزاب وحركات الاسلام السياسي في العالم العربي ، لن يعدو ان يكون مجرد اشارات رمزية ، ذات تاثيرات شبه معدومة في السياسات والبرامج والوقائع العملية ، وخطوط بيان الاسلاميين العرب كما يلي :
1 ـــ تاكيده على اعتبار العلمانية كفر بواح ورجس من عمل الشيطان ، واعتبار مصطفى كمال اتاتورك كاحد اكبر اعداء الامة الاسلامية .
2 ـــ اعتباره الليبرالية ااقتصادية نموذجا اداريا غربيا فاسدا لا يلائم طبيعة واحتياجات الدول الاسلامية .
3 ـــ النظر الى اسرائيل كبؤرة استعمارية استيطانية بغيضة لا مجال للاعتراف بها ، ناهيك بالتفاوض معها ، وكل من فعل ذلك فلن يعدو ان يكون كافرا او منافقا .
4 ـــ بناء العلاقة مع الاوروبيين والاميركيين ، على اساس " ولن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم " .. .. فالحرب بين دار الاسلام ودار الغرب قائمة ابدا ، كما العداوة وعلى هذا النحو يجب ان تبنى السياسات الخارجية للدول الاسلامية .

5 ـــ ادانته للسياسة الاقتصادية القائمة على تشجيع السياحة ، باعتبارها مجلبة للانحلال الخلقي ومفسدة للشباب المسلم ومستفزة للطبيعة الاسلامية للمجتمعات .
6 ـــ اعتبار الحجاب ، أنه لا يجوز السكوت على منعه باي حال ، وعدم التردد في فرضه على النساء ، اذا ما ضمنت القوة الكافية لتحقيق ذلك .
7 ـــ التدخل في حريات المواطنين الشخصية ، بالقدر الذي يحفظ طبيعة الدولة الاسلامية, حيث على السلطات اغلاق الفنادق والحانات والنوادي الليلية وسائر المرافق والمؤسسات التي قد تمس بالاخلاق العامة .
وكما هو بين من البيانين ، فان الهوة التي تفصل اردوغان عن قادة واعضاء الحركات الحزبية في العالم العربي شاسعة .. .. .. وهذا التأييد العارم لـ ( العدالة والتنمية ) من قبل الإسلاميين هو عين ( النفاق والزيف والكذب والبهتان ) .
أزيد وأقول : وهل يؤمن جانبه من يسير على خطى أتاتورك ؟!
حرص رئيس الوزراء التركي ( رجب طيب أردوغان ) بعد أن حصل على ما بين 47% إلى 49% من الأصوات بعد فرز نحو 90% ... 9 / 7 / 1428 ـ 23 / 7 / 2007 م .
( على طمأنة الأتراك المعارضين له بعد فوزه الكبير ، إذ استشهد بمؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك !!! .
وقال انه ســــيسير على خطاه في احترام كل الأصوات التي لم تصوت له ، واحترام اختياراتها )

» كفانا مكراً وخداعاً يا ( رجب طيب أردوغان )