عشرات اليهود يقتحمون ساحات «الأقصى».. ومتظاهرون يطالبون بمستوطنات فى غزة

اقتحم العشرات من المستوطنين اليهود «المتطرفون» أمس ساحات المسجد الأقصى فى القدس حيث حاولوا أداء صلواتهم «التلمودية» فى المكان بمناسبة «عيد الفصح اليهودى». وأكدت تقارير إخبارية أن الشرطة الإسرائيلية سمحت لهؤلاء المستوطنين بالتجول فى ساحات الأقصى دون مرافقة الشرطة لهم، كما جرت عليه العادة ضمن برنامج السياحة الأجنبية للمسجد.
وأكدت مصادر فلسطينية أن جولة المستوطنين كانت «استفزازية» ولم تتدخل الشرطة لمنعهم من إكمال جولتهم. ومن جانبه، حذر مستشار رئيس الوزراء الفلسطينى لشؤون القدس حاتم عبدالقادر من مخطط خطير تعتزم الجماعات اليهودية المتطرفة تنفيذه بعد غد لاقتحام المسجد الأقصى ومحاولة إقامة بعض الطقوس والشعائر التلمودية، وذلك فى ذروة الاحتفالات بيوم الفصح.
ودعا «المواطنين فى مدينة القدس المحتلة وداخل أراضى عام ١٩٤٨ إلى شد الرحال للمسجد الأقصى منذ ساعات صباح بعد غد لصد أى محاولة اعتداء أو اقتحام لهذه الجماعات المتطرفة». جاء ذلك فى الوقت الذى تظاهر فيه حوالى ٥٠٠ شخص من يهود اليمين المتشدد الإسرائيلى فى مستعمرة «سيدروت» للمطالبة بإنشاء مستوطنات جديدة فى قطاع غزة بدلا من تلك التى أخلاها الجيش الإسرائيلى فى صيف ٢٠٠٥.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن قوات الأمن الإسرائيلية أغلقت العديد من الطرق ومنعت المتظاهرين من الوصول إلى الجدار الفاصل مع القطاع، لإكمال المسيرة «غير المرخصة» من قبل الحكومة. وأكد بعض النشطاء الإسرائيليين اعتقال الشرطة لعشرات الأفراد الذين شاركوا فى المسيرة.
وكان رئيس الحزب اليمينى المتشدد «الوحدة الوطنية» ياكوف كاتز قد أعرب عن أمله، خلال اللقاء السياسى الذى عقده قبل بدء المسيرة، بشن الجيش الإسرائيلى عملية أخرى مشابهة لعملية «الرصاص المصبوب» على قطاع غزة حتى يتمكن المستوطنون من «العودة» إليها مجددًا.
وكانت إسرائيل قامت خلال صيف ٢٠٠٥ بإخلاء ٢١ مستعمرة فى قطاع غزة من ساكنيها اليهود، فضلا عن ٤ مستعمرات أخرى فى شمال الضفة الغربية. وفى غضون ذلك، طالبت الحكومة الفلسطينية المقالة، التى تديرها حركة «حماس»، فى غزة الأمة العربية والإسلامية بـ»تحمل مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطينى والعمل على وقف جرائم المستوطنين وإنهاء الاستيطان من الأراضى الفلسطينية والمقدسات التى لا تخص الشعب الفلسطينى فحسب وإنما هى مقدسات إسلامية لكل مسلم فى هذا العالم سواء المسجد الأقصى ومدينة القدس وصولا إلى مدينة الخليل والحرم الإبراهيمى».
وناشد طاهر النونو، المتحدث باسم الحكومة، المجتمع الدولى التحرك العاجل لوقف «هجمات المستوطنين المدججين بالسلاح والمدعومين بقوات من جيش الاحتلال على الشعب الفلسطينى الأعزل». وجاء ذلك فى الوقت الذى دعت فيه وزارة الأوقاف، فى الحكومة المقالة، إلى عقد قمة إسلامية طارئة لوقف «الانتهاكات» الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى فى القدس،
فيما، حذر طالب أبو شعر وزير الأوقاف المقال من عمليات الاقتحام اليهودية المتكررة والممنهجة لباحات وساحات المسجد الأقصى. واعتبر «أن محاولات المتطرفين الصهاينة باقتحام المسجد الأقصى، غير عشوائية، بل مخطط لها على أعلى المستويات الصهيونية، وذلك لاستفزاز مشاعر ملايين المسلمين».
وأعرب عن استغرابه من «الصمت الدولى والإقليمى على الممارسات الإجرامية لحكومة الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطينى عامة، وأهالى مدينة القدس على وجه التحديد وما يحصل فيها من عمليات تهجير وتهويد واستيطان وحفر للأنفاق وتطهير عرقى، بطريقة ممنهجة ومخططة».