رسائل وكتب نادرة لمبارك والعقاد والرافعي أكلتها الفئران

تحياتى للجميع

تحقيق: أحمد محمد يوسف

يستحيل ان تجد في اميركا او اوروبا اي اثر مهم لرائد من رواد الابداع الراحلين وقد اهمل او ترك للعراء او الخواء حتى لو كان قطعة قماش قديمة او مسودة مهترئة، فكل اثر او رائحة من رواد الا بداع عندهم له قيمة كبيرة من الناحية الثقافية والمعرفية والتربوية والتعليمية والانسانية والاستثمارية والسياحية والحضارية والامثلة عندهم كثيرة: شكسبير.. غوته.. اينشتاين ماكس بلانك.. فورد.. ليوناردو دافنشي.. وايتمان وغيرهم.
اما في وطننا العربي الحبيب فكل مبدع معرض للاهمال والضياع، لذلك فالسؤال الذي لم يطرح للتداول على الجماهير والمواطنين، وهم اصحاب الحقوق هناك: اين ذهبت مكتبات ودرر رواد الابداع عندنا؟ اين ذهبت مكتبات العقاد والمازني والرافعي وعلي احمد باكثير ومحمود درويش، وغيرهم؟! لماذا لا نجد متاحف حقيقية تجمع مكتبات ومقتنيات ومخطوطات ورسائل رواد الابداع الراحلين؟!
أين مكتبة العقاد؟!
العقاد هو صاحب العبقريات (1889 – 1964)، الذي يعد علما بارزا في الثقافة العربية والاسلامية، كتب عشرات الكتب في الادب والتاريخ والاجتماع والسياسة والاسلاميات والترجمة، وفي الاسلاميات وحدها 40 كتابا استهلها بـ«عبقرية محمد»، وبالطبع تعد مكتبة العقاد من اعظم المكتبات في مصر في القرن العشرين واكثر من 90% من مجلداتها من المراجع الاجنبية، وهي تحتوي على 60 الف كتاب ومجلد ومخطوط، وقد قسمها العقاد الى اربعة اقسام الشعر والادب وقضاياهما ثم الفلسفة ومذاهبها والسياسة ودراساتها والدراسات الاسلامية وكتب السيرة والتراث، هذا التقسيم نفسه هو تقسيم العقاد لاهتماماته وكتاباته، فقد بدأ حياته بالادب ثم الفلسفة والسياسة وانتهى بالاسلاميات، التي شغلت حيزا واسعا من حياته.
سطو واستيلاء
السؤال الآن.. الى اين وصلت مكتبة الاستاذ ومتعلقاته الشخصية؟ يقول تلميذه الشاعر ابو همام د. عبداللطيف عبدالحليم: «من المؤسف ان مكتبة العقاد ذهبت الى الهيئة العامة للكتب، وتم نقلها بالاتوبيسات داخل عدد من الكراتين، وبعض هذه الكراتين سقط في الطريق بفعل فاعل، وبعضها تم السطو والاستيلاء عليه دون وجه حق. هذه المكتبة بعد ان وصلت الى دار الكتب بقيت فترة طويلة، وتحت وطأة الاهمال وعدم الاكتراث ضاع اهم ما فيها من مراجع ومخطوطات نادرة لا يمكن الحصول عليها حاليا، واخيرا تم تجهيز مكان لما بقي منها في دار الكتب، كما ان جزءا من مكتبة العقاد موجود لدى مكتبة عامر العقاد التي تتعرض للبيع.. ومن ناحيتنا استطعنا في «دار العلوم» الحصول على بعض هذه الكتب.
مكتبتا الرافعي وعلي مبارك
واذا كان هذا هو حال مكتبة العقاد، فماذا عن حال مكتبة رائد العربية في العصر الحديث مصطفى صادق الرافعي (1880-1937) غريم العقاد والذي دارت بينه وبين العقاد معارك ادبية وثقافية وفكرية شهدت آثارها الجرائد والمجلات والحركة الثقافية في النصف الاول من القرن العشرين.
يقول السيد زايد الباحث الابستمولوجي: «انه لمن العجب العجاب ان الكثير من ابداع الرافعي لا يزال حتى هذه اللحظة مخطوطا بخط يده ولم ير النور حتى الآن والاغرب والاعجب من هذا هو صرخات حفيدته التي تجاوز عمرها السبعين عاما نتيجة خوفها من ضياع هذا التراث الكبير والذي يوجد في مكتبته الموجودة ببيته في المحلة الكبرى بمحافظة الغربية».
الجدير بالذكر ان مكتبة الرافعي تضم آلاف الكتب في الاسلاميات والادب والنقد والفكر والفلسفة وهذه المكتبة لا تجد من يرعاها او يحافظ عليها مع العلم انها تضم رسائل نادرة بخط يد الرافعي وعدد من رموز الحركة الثقافية خلال تلك الفترة.
وما دمنا بصدد الحديث عن الرافعي فلا بد ان نتحدث عن الدكتور زكي مبارك الذي يعد من اكثر الادباء مثابرة ونشاطا في خدمة الادب العربي، وله مئات البحوث والكتابات والمؤلفات الجديرة بالتقدير والاعتبار، وهو من القلائل الذين استطاعوا ان يجمعوا بين الثقافة العربية والغربية فكان له من ذلك نتاج رائع اسهم بحق في خدمة الثقافة والادب العربي وقد اشتهر زكي مبارك بالعديد من المعارك الضارية في مجال الادب والثقافة والحديث عن مكتبة الدكتور مبارك ذو شجون فالمتامل للمكتبة يجد آلافا من المراجع والكتب والمخطوطات التي كدست فوق بعضها دون نظام او ترتيب ولا احد يعلم الى اين مصير هذه المكتبة الرائعة التي توجد في منطقة الجيزة بحوزة ابنته التي اغلقتها منذ رحيله الى الآن.
رائد المسرح في البدروم
ولا تختلف حال مكتبة رائد المسرح العربي الاديب علي احمد باكثير (1910-1969) عن حال غيره من الكتاب فحال مكتبته تؤكد بحق مدى عقوق الابناء لتراث الآباء والاجداد ولجيل الرواد، فهذه المكتبة منذ وفاته تقبع في بدروم احدى العمارات في قلب القاهرة بوسط البلد.
يقول السيد زايد: «حسب المعلومات التي توصلنا اليها فهي في حالة سيئة وتحتاج لعملية ترميم لاعادتها الى ما كانت عليه سابقا». اما الشاعر فؤاد حجاج رئيس جمعية باكثير الثقافية فيقول: «لا اعلم شيئاً عن هذه المكتبة».
وعلى الخط نفسه في هذا الحصر والتحصر على ما يضيع نجد ان المفكر الراحل الموسوعي انور الجندي (1917-2002) والذي اقل ما يقال عنه انه كان موسوعة تمشي على قدمين فقد الف 350 كتابا في الفكر والثقافة الاسلامية بالاضافة الى 16 موسوعة في الادب والتاريخ والاسلاميات اولى هذه الموسوعات موسوعة مقدمات العلوم والمناهج في 10 مجلدات والموسوعة الاسلامية العربية، اما آخر هذه الموسوعات: «موسوعة على طريق الاصالة الاسلامية»، والجندي ترك لنا بعد رحيله مكتبة رائعة بها ما يزيد على 40 الف مجلد وكتاب وهذه الثروة لا تجد اليوم من يعتني بها، ولا سيما بعد رحيل صاحبها، اما عن مكتبة الاديب ابراهيم عبدالقادر المازني فحدث ولا حرج فمنذ رحيله وهي مغلقة تأكلها الفئران والسوس وترتع فيها الحشرات كل هذا داخل منزل قديم مكون من خمسة طوابق كاملة في ارض شريف بوسط القاهرة، ولم يتحرك احد لانقاذها منذ رحيله وكأن جزاء الادباء والمثقفين هو العقوق والتجاهل والاهمال حتى في المكتبة التي يتركونها لنا.
تحياتى \على الحسينى

شكرا على مجهودك وعلى هذا التوبك الرائع
اتمنى لك مزيد من التقدم

الله على هذا الموضوع الشيق هذا

هى دى المواضيع ولا بلاش

» صور نادرة لمكة والمدينة
» [[ صور نادرة لـعـش العنكبوت بعد تساقط الأمطار ]]
» مرئيات نادرة جدا من روائع تراويح الحرم المكي !!
» قراءات نادرة للشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله
» عشر رسائل للشباب