المرأة في الإدارات التعليمية‏..‏ ظالمة أم مظلومة؟

كتبت ــ سامية عبدالسلام‏:‏
عندما خرج العاملون بالادارات التعليمية للمطالبة بمساواتهم بالمعلمين في الأجور والمرتبات وصرف كادر المعلمين لهم ورفع نسبة نصيبهم في حافز الإثابة خرجت معهن النساء جنبا إلي جنب‏,‏ بل وتقدمنهم في بعض المحافظات‏!!‏ تلك كانت صورة المرأة في الادارات التعليمية كما ظهرت في وسائل الاعلام‏..‏ ولكن ماذا عن وضعهن في مجال العمل؟ الاجابة كشفت عنها دراسة بعنوان‏:‏ المرأة في ادارة التعليم العام بهدف الكشف عن صورة المرأة التي تعمل بادارات التعليم والتعرف علي مدي تمثيلها في هذه الادارات والتعرف علي المشكلات التي تحول دون وصولها للمناصب القيادية فيها‏.‏ هذه الدراسة التي تقدم بها الباحث نبيه محمد الصعيدي لنيل درجة الدكتوراه من جامعة المنوفية‏,‏ كشفت عن أن ضعف تمثيل المرأة في الادارات التعليمية وعدم وصولها للمناصب القيادية يرجع الي عدة أسباب من بينها كراهية المجتمع قيادة المرأة وضآلة الفرص التعليمية التي تعين المرأة علي القيام بالوظائف الادارية وسيطرة الرجال علي مواقع الادارة وصناعة القرار التعليمي وضآلة العائد المادي من العمل الاداري‏.‏ وقد كشفت الدراسة عن أن المرأة تري أنها تمتلك الجوانب المهارية والوجدانية التي تؤهلها للقيام بالعمل الاداري المسند إليها وتستطيع انجاز ما تعد به مرءوسيها وأنها قادرة علي ادارة أوقات العمل ببراعة وبامكانها تحديد أولويات العمل بسهولة وأن كفاءتها تتساوي مع كفاءة الرجل إلا أنها تعترف بأنها كثيرا ما تعجز عن ادارة صراعات العمل‏.‏ أما الآخرون فيرون أن هناك تدنيا في الجوانب المعرفية للمرأة عن العمل الاداري مقابل تفوقها في الجوانب المهارية والوجدانية وأنها قادرة علي العمل لفترات طويلة وأن كفاءتها تتساوي مع كفاءة الرجل‏,‏ إلا أنهم يرون ان المرأة متسرعة في اتخاذ القرارات لأنها تفتقد القدرة علي إدارة صراعات العمل وتشكو من صعوبة العمل ولاتدقق في تفاصيله‏.‏ وأظهرت الدراسة أيضا أن من بين المعوقات التي تحول دون وصول المرأة للمناصب الادارية في التعليم صعوبة التعامل مع الرجل وكراهية المجتمع قيادة المرأة وضآلة العائد المادي‏,‏ واختصاص الرجال بالتقييم الاجتماعي بالمواقع القيادية وسيادتهم علي المواقع الادارية وأن العمل الاداري قد يفرض علي المرأة التأخر في موقع العمل مما يؤثر علي اهتمامها بأسرتها‏,‏ بالاضافة إلي ندرة النماذج القيادية النسائية في مجال عملها وضآلة فرص التعليم التي تمكنها من القيام بالوظائف الادارية وتدخل العاطفة في قرارات المرأة وكراهيتها مزاولة السلطة وخوفها الدائم من نتائج التعاملات المالية‏.‏ وقد خلص الباحث من خلال دراسته الي مجموعة من التوصيات منها ضرورة الاهتمام بتدريب المرأة علي ممارسة العمل القيادي بالتعليم مع توفير الخدمات الاجتماعية ووسائل المواصلات ودور الحضانة لضمان توفير الوقت اللازم لادارة العمل والاهتمام بتصحيح الصورة السائدة في المجتمع عن المرأة من خلال وسائل الاعلام المختلفة لتعظيم دور المرأة وتوعية الرأي العام بضرورة القضاء علي الممارسات السلبية التي تقلل من شأنها في العمل الاداري مع توفير المناخ السياسي والاجتماعي والثقافي واثراء المكتبات العامة والمدرسية بابراز النماذج القيادية من النساء واعادة النظر في المناهج الدراسية التي تقلل من شأن الانوثة وتعلي شأن الذكورة‏!‏

» المرأة والطفل
» المرأة الصالحة
» مرض يصيب المرأة المتبرجة
» أداب السلوك مع المرأة
» هل تستطيع المرأة تغير الرجل...!!!!؟؟