اعترافات أحدث عضو..في تنظيم حزب الله

النيابة اتهمته بتلقي أموال مقابل إمداد قياداته بمعلومات استخبارية



كشفت اعترافات أحدث عضو تم القبض عليه في تنظيم حزب الله عن وجود عضو ثالث من حركة فتح ضمن أعضاء التنظيم بعد القبض علي العضوين محمد رمضان ونضال فتحي الحسن.
العضو الجديد يدعي عادل موسي سلمان وهو فلسطيني يقيم بالعريش منذ سنوات طويلة ويعمل مبلط سيراميك ويحمل اسما حركيا هو "علاء".
روي المتهم في التحقيقات التي يشرف عليها المستشار هشام بدوي رئيس الاستئناف قصة سقوطه ضمن أعضاء التنظيم.. قال: إنه سافر الي اليمن منذ عامين ليتزوج من ابنة عمه الفلسطينية التي تعيش مع أهلها هناك وعاد الي العريش بعد اتمام زواجه وأنجب طفلة صغيرة ونظراً لسوء حالته المادية عاد الي اليمن ليشكو لعمه ضيق ذات اليد ورغبته في العثور علي فرصة عمل هناك فوعده بتدبير عمل اضافي له لا يستغرق وقتاً وفي نفس الوقت يحقق له عائداً مادياً كبيراً.
المناطق الصحراوية
بعد يومين أخذه العم الي مقر سفارة فلسطين في صنعاء وحدد له موعداً مع موظف بالسفارة يدعي "رأفت" ويحمل اسما حركيا هو "منير" والذي عرض عليه الانضمام لحركة فتح والعمل لحسابها كما طلب منه في لقاء التعارف الأول فيما بينهما أن يوافيه عبر البريد الالكتروني بمعلومات كاملة عن الطرق الحدودية والدروب الصحراوية غير المأهولة داخل شمال سيناء البعيدة عن عيون رجال الشرطة وحرس الحدود. كما طلب تحديد أماكن تواجد كمائن الشرطة المختلفة بها وخاصة التي تقع علي الحدود المصرية الفلسطينية.
أضاف رأفت في حواره مع عادل الذي يحمل اسما حركيا هو "علاء" بأن عليه عقب عودته الي العريش أن ينتظر اتصالا تليفونيا من شخص يدعي أبو الزوز ويحمل اسما حركيا هو "حسن" وهو فلسطيني يعيش في العريش لكي يكلفه بعدة مهام ضرورية لخدمة أهداف حركة فتح.
سافر عادل سلمان الي القاهرة والتقي مع "أبو الزوز" في المكان المحدد حيث طلب الأخير امداده بالمعلومات عن الأماكن الحدودية والطرق التي تفصل العريش عن غزة ومعرفة حجم قوات الشرطة هناك. كما طلب منه البحث عن شباب جدد للتطوع في حركة فتح تكون مهمتهم القيام بأعمال عسكرية داخل العمق الإسرائيلي وطالبه بالبحث عن شباب آخرين يشترط اقامتهم بالقرب من الحدود المصرية السودانية وذلك بغرض التدريب علي أعمال المقاومة التي تتم داخل السودان لكنه لم يحدد له طبيعة التدريب أو أماكنه ووعده بصرف راتب شهري قدره 400 دولار.
فترة انتظار
انتهي اللقاء بينهما وعاد عادل الي العريش ليعيش حياته الطبيعية وسط أسرته منتظراً اتصال "الزوز" به.. لكن انتابه القلق لطول فترة انتظاره للمكالمة التليفونية فاتصل بالمدعو رأفت وشكا له من عدم اتصال "الزوز" به.. وسأله عن مصير الراتب الذي تحدد له.
بعد أيام تلقي عادل موسي سلمان اتصالا هاتفيا علي تليفونه المحمول من المدعو "رأفت" يطلب منه موافاته بالمعلومات التي قام بجمعها وأن يقوم بارسالها اليه بواسطة البريد الالكتروني.. وعندما شكا له من عدم وصول راتبه وعده بارساله اليه وأوصاه بضرورة التعاون مع "الزوز" وأن يعطيه عنوان بريد رأفت الالكتروني لكي يراسله في مقر عمله بسفارة فلسطين في صنعاء.
بعد أيام اتصل "أبو الزوز" بعادل وطلب فطلب منه "الزوز" امهاله فترة لعمل تحريات عن هذين الشابين والتأكد من شخصيتهما وسلوكهما ومدي استجابتهما للتكليفات التي ستوكل اليهما وهنا قام عادل بمفاتحة الزوز في أمر المرتب الذي لم يحصل عليه رغم الوعد الذي قطعه رأفت علي نفسه فأجابه "الزوز" مؤكداً أنه لا صلة له بموضوع المرتب وأن عليه الاتصال برأفت الذي كلفه بالمهمة المطلوبة منه وهو المسئول عن صرف راتبه.. عندما شكا عادل سوء حالته المادية اعطاه "الزوز" 100 دولار علي سبيل الاعانة الشخصية وتواعدا علي اللقاء قريباً. وعندما تسنح الظروف وعاد "عادل" الي العريش مرة أخري وهو حزين لفشله في الحصول علي المرتب المزعوم.. وأخذ يفكر في الانفصال عن رأفت وأبو الزوز نهائياً حتي اتخذ قراره بقطع صلته بهما واعتبر أن مبلغ ال 100 دولار الذي حصل عليه تعويض عن مصاريف الانتقالات والنفقات الشخصية التي تكبدها عندما غادر العريش الي القاهرة والعودة اليها مرتين متتاليتين وفي شهر ديسمبر 2008 فوجيء باتصال تليفوني من خارج مصر وكان المتحدث هو رأفت الذي طالبه بضرورة الغاء الاتصالات التليفونية فيما بينهما في الوقت الحالي.. وإذا دعت الضرورة فيكون الاتصال بينهما عبر البريد الالكتروني فقط.
كما طلب رأفت من "علاء".. مغادرة العريش نهائياً دون أن يترك أثراً خلفه ولا يبلغ أحداً مهما كانت درجة قرابته.
وافق عادل موسي سلمان علي هذا الطلب وحزم حقائبه للسفر الي القاهرة للاختباء فيها دون أن يخبر زوجته واستقر بها لمدة يومين ثم عاد الي العريش ثانية محاولاً طي هذه الصفحة من ذاكرته بعد أن ارتاب في كلام رأفت الذي طالبه بالهجرة من العريش الي أي مكان رغم أنه لم يرتكب جرماً يستحق الهروب من السلطات المصرية.
اتصال تليفوني
كما أنه يصعب عليه الاختفاء وهو مسئول عن زوجته وطفله وعاد ليعيش معهما كعادته وجاء يوم 7 يناير 2009 عندما كان في مهمة عمل بإحدي المناطق السياحية بالقرب من العريش وتلقي اتصالا تليفونياً من شقيقته بأن رجال الأمن يحيطون بمسكنه ويسألون عنه فترك عمله وعاد فوراً الي مقر اقامته وهناك وجد قوات الشرطة تحاصر منطقته فحاول الدخول الي منزله لكن اعترضه أحد الضباط ومنعه من الدخول فكشف للضابط عن شخصيته وأنه المطلوب القبض عليه مؤكداً للضابط أنه لا يخشي شيئاً لعدم ارتكابه أي فعل يضر بأمن وطنه فلسطين أو بأمن مصر التي يعيش علي أرضها منذ طفولته.
في نهاية التحقيقات وجهت له النيابة عدة اتهامات هي الانضمام لجماعة إرهابية غرضها ارتكاب جرائم عدائية داخل مصر وتلقي أموال من حزب الله والتخابر مع الحزب من خلال إمداد قيادات الحزب بمعلومات استخباراتية عن أماكن الحدود المصرية الفلسطينية وتقديم الدعم لمنظمة غير قانونية.